من طرف معاذ بن فيصل العامري السبت يوليو 18, 2009 7:03 am
معلقته:
كان لبيد إذا قال شعراً قال لنفسه:لا تظهره،ولكن عندما قال:
ِعَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا | | بِمِنَىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَـا |
بدأ بإظهاره.
قالها لبيد للشاعر النابغة الذبياني عندما رأى عليه علامات الشاعريه فقال له:"يا غلام إن عينيك لعينا شاعر أنشدني" فانشده أثنتين فقال له:زدني فأنشده المعلقة فقال له النابغة:أذهب فأنت أشعر العرب،وفي رواية أشعر هوازن. وعلى ذلك لبيد نظم معلقته واساسها الطلول ومنتصفها وصف الخمرة والمحبوبه وأخرها كان على الكرم والفخر،,هي:
ِعَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا | | بِمِنَىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَـا |
فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـا | | خَلَقَاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُهَا |
دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَا | | حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهَا وَحَرَامُهَا |
رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا | | وَدْقُ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَا |
مِنْ كُلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِنٍ | | وَعَشِيَّةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَا |
فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَتْ | | بِالجَلْهَتَيْـنِ ظِبَاؤُهَا وَنَعَامُهَـا |
وَالعِيْـنُ سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَا | | عُوذَاً تَأَجَّلُ بِالفَضَـاءِ بِهَامُهَا |
وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا | | زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَا أَقْلامُـهَا |
أَوْ رَجْعُ وَاشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُهَا | | كِفَفَاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَا |
فَوَقَفْتُ أَسْأَلُهَا وَكَيْفَ سُؤَالُنَا | | صُمَّاً خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ كَلامُهَا |
عَرِيَتْ وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا | | مِنْهَا وَغُودِرَ نُؤْيُهَا وَثُمَامُهَا |
شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا | | فَتَكَنَّسُوا قُطُنَاً تَصِرُّ خِيَامُهَا |
مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ | | زَوْجٌ عَلَيْـهِ كِلَّـةٌ وَقِرَامُـهَا |
زُجَلاً كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا | | وَظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفَـاً أرْآمُهَا |
حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا | | أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَا |
بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارَ وقَدْ نَأَتْ | | وتَقَطَّعَتْ أَسْبَابُهَا وَرِمَامُـهَا |
مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وَجَـاوَرَتْ | | أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا |
بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْنِ أَوْ بِمُحَجَّرٍ | | فَتَضَمَّنَتْهَا فَـرْدَةٌ فَرُخَامُـهَا |
فَصُوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمَظِنَّـةٌ | | فِيْهَا وِحَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا |
فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ | | وَلَشَرُّ وَاصِلِ خُلَّـةٍ صَرَّامُهَا |
وَاحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ | | بَاقٍ إِذَا ظَلَعَتْ وَزَاغَ قِوَامُهَا |
بِطَلِيحِ أَسْفَـارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّـةً | | مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَا وسَنَامُهَا |
فَإِذَا تَغَالَى لَحْمُهَا وَتَحَسَّرَتْ | | وَتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلالِ خِدَامُهَا |
فَلَهَا هِبَابٌ فِي الزِّمَامِ كَأَنَّهَا | | صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا |
أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَبَ لاَحَهُ | | طَرْدُ الفُحُولِ وَضَرْبُهَا وَكِدَامُهَا |
يَعْلُو بِهَا حَدَبَ الإِكَامِ مُسَحَّجٌ | | قَدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَا وَوِحَامُـهَا |
بِأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَـهَا | | قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرَامُهَا |
حَتَّى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّةً | | جَزْءاً فَطَالَ صِيَامُهُ وَصِيَامُهَا |
رَجَعَا بِأَمْرِهِمَا إِلىَ ذِي مِرَّةٍ | | حَصِدٍ وَنُجْحُ صَرِيْمَةٍ إِبْرَامـُهَا |
وَرَمَى دَوَابِرَهَا السَّفَا وَتَهَيَّجَتْ | | رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وَسِهَامُهَا |
فَتَنَازَعَا سَبِطَاً يَطِيْرُ ظِلالُـهُ | | كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا |
مَشْمُولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابتِ عَرْفَجٍ | | كَدُخَانِ نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُـهَا |
فَمَضَى وَقَدَّمَهَا وَكَانَتْ عَادَةً |
| مِنْهُ إِذَا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُـهَا |
وقد عاش لبيد بن ربيعة أربعين ومئة سنة (١4٠)
الموضوع منقول
تحياتي / ابن العامري